اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الافتراق والاختلاف
9484 مشاهدة print word pdf
line-top
دعوة إلى البر والصدقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
وأَوَّلًا: أعتذر مما ذكره أخي من هذا الإطراء، وهذا الوصف البليغ؛ فلست هناكم، فأنا من آحاد الناس، ولم أَصِلْ إلى هذه الرتبة التي أشار إليها، ولكن أُحِبُّ أن أساهم بقدر ما أستطيع، وأستسمحكم عُذْرًا عن الخطأ وعن الزلل؛ فلست بمعصوم. أقول ما تسمعون، وأرجوكم أن تعفوا عما يكون من التقصير، ومن النقص؛ فالإنسان محل النسيان، ولم نبلغ درجة الاجتهاد، ولا درجة الحكم بما نراه؛ وإنما نقول بما نستطيعه، وبما وصل إليه علمنا. والإنسان عليه أن يعرض العلم الذي يسمعه على الأدلة، وعلى ما يقوله العلماء الأولون، وإذا رأى صوابا قَبِلَهُ، وإذا رأى خطأ رَدَّهُ؛ ولو كان القائل ما كان، ولو كان فلانا أو فلانا.
وقبل أن أبدأ أعرفكم بإخوة لنا وبمجاورين لنا، وبمواطنين لنا في هذه المملكة في أطراف المملكة الجنوبي الغربي، في قرى تهامة ؛ قرى كثيرة في تلك الجبال الشاهقة، وفي تلك الْوِهَاد؛ زارهم كثير من الإخوة، وجدوا فيهم الجهل، ووجدوا فيهم الفقر، ووجدوا فيهم الحاجة الشديدة؛ فعزموا على أنهم بعد رمضان يقومون برحلة لهم، ويبنون هناك مُخَيَّمَيْنِ؛ حتى يُعَلِّمُوهم؛ وحتى يُرَغِّبُوهم في العلم وفي التوحيد، وفي العقيدة. ويُحِبُّون –أيضا- أن تتبرعوا لهم بما يُخَفِّفُ عنهم مئونتهم؛ حيث إنهم يعيشون في فقر، كثيرا ما يمشون عراةً أطفالهم، أو قريبًا من الْعُرْيِ، وكثيرا ما يبيتون جياعا، وإذا أكلوا لا يأكلون إلا شَظَفَ الْعَيْشِ ويابِسَ الخبز، وما أشبهه. ويسكنون في بيوت لاتعة، وفي أكواخ قديمة؛ أكثرها مبني بحجارة موضوع بعضها على بعض، ومسقف بِخُشُب قديمة، أو بغير خشب؛ بل بأظلة فقط تظلهم. ولا شك أنهم بحاجة إلى أن يمد لهم الإخوان يد العون، وأن يساعدوهم بما يستطيعون.
ويقف عند الأبواب بعض الشباب لجمع التبرعات التي يجود بها الحاضرون لإخوانهم؛ رجاء أن يساهموا في سبيل الله تعالى، وقد سمعتم قبل الصلاة ما تفضل به أخونا الشيخ من الْحَثِّ على النفقة، وذمِّ الْبُخْلِ والشُّحِّ؛ الذي لا يزيد صاحبه إلا مَقْتًا وبُعْدًا.
ولا شك أن بذل المال في سبيل الله تعالى يضاعفه الله تعالى أضعافا كثيرة، وكذلك في وجوه الْبِرِّ والخير، وكذلك للإخوة المستضعفين والفقراء والمساكين والمستضعفين والغارمين، وأهل الحاجة والشِّدَّة والفاقة الشديدة؛ فالنفقة عليهم تُعْتَبَرُ مواساة لهم في كل خير.

line-bottom